ماذا حدث في اسرائيل بعد إذاعة مسلسل رأفت الهجان ؟
في سبتمبر 1988 اصدرت هيئة التحكيم الدولية الخاصة بترسيم الحدود بين مصر واسرائيل حكمها التاريخي بمصرية طابا .
وبهذه المناسبة صدرت أوامر سيادية إلى جهاز المخابرات العامة المصرية بالكشف عن احد اهم اسرارها العملياتية والجاسوسية ضد اسرائيل لتوجه صفعة قوية تهز المجتمع الاسرائيلي بالكامل وهي الكشف عن عملية قامت فيها مصر بزرع عميل لمدة 20 عاما استطاع من خلالها تكوين اخطر شبكة جاسوسية في الشرق الاوسط تسيطر عليها مخابرات عربية
عزيز الجبالي ( عبد العزيز الطودي )
تم تكليف اللواء عبد العزيز الطودي ( عزيز الجبالي ) المشرف على العملية بكتابة مذكراته حول العملية لنشرها و فضح اسرائيل في مجال الجاسوسية وبيان انها كانت مخترقة وكتاب مفتوح لمصر طوال 20 سنة !!
السيناريست صالح مرسي يعيد كتابة القصة
قام صالح مرسي بعد اعجابه بالقصة باعادة كتابتها من جديد بأسلوبه الشخصي في كتاب يحمل اسمه هو لا اسم عبد العزيز الطودي ..
وبالفعل سمحت المخابرات المصرية للكاتب بتحويلها الى كتاب بلغته الادبية الخاصة ثم جاء عام 1989 ليصدر الجزء الاول من مسلسل رأفت الهجان والذي لاقى نجاحا منقطع النظير ليس في مصر وحدها ولكن ..في الدول العربية
مما اضطر صحيفة يدعوت احرنوت الاسرائيلية إلى مطالبة رئيس الموساد على صفحاتها بالرد على مزاعم المخابرات العامة المصرية
وقد جاء رده : انها رواية بالغة التعقيد ومن نسج الخيال
وعندئذ تدخلت المخابرات العامة المصرية وقامت بنشر صورة العميل رفعت الجمال في اسرائيل دون ان تشير الى اسمه
كما تدخلت المخابرات العامة في كتابة سيناريو الجزء الثاني من رأفت الهجان وأفصحت عن اسماء بعض رجال الموساد الاسرائيلي وقامت بارشاد فريق العمل بالمسلسل إلى الامكان التي يتخذها الموساد في اوربا والمعروفة باسم ( المنزل الآمن ) وهي اماكن سرية يتم استخدامها لتدريب واخفاء العملاء .. ( قامت المخابرات المصرية بنشر نعي للفنان محمود عبد العزيز على نفقة الجهاز بعد وفاته موجهة الشكر له على اسهاماته في خدمة الوطن .. ولم يكن احد يعلم ان المخابرات العامة كانت جزء اصيل في صناعة الجزء الثاني من المسلسل )
فأدرك الموساد ان جهاز المخابرات المصرية مستعد للذهاب إلى اخر مدى في اللعبة ..فإلتزموا بالصمت الكامل ولم يخرجوا للتكذيب رغم ما حمله الجزء الثاني من اشارات قوية وواضحة الدلالة على اسماء جنرالات الجيش الاسرائيلي الذين كانوا اعضاء في شبكة رفعت الجمال
فأدرك الموساد ان جهاز المخابرات المصرية مستعد للذهاب إلى اخر مدى في اللعبة ..فإلتزموا بالصمت الكامل ولم يخرجوا للتكذيب رغم ما حمله الجزء الثاني من اشارات قوية وواضحة الدلالة على اسماء جنرالات الجيش الاسرائيلي الذين كانوا اعضاء في شبكة رفعت الجمال
وجاءت المعلومات التي كشفت عنها المخابرات المصرية ردا على تكذيب الموساد دافعا قوية لصحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية للبحث عن الحقيقة .. ولكن بعيدا عن الجهات الرسمية التي إلتزمت الصمت
فهمت الصحيفة شفرة المخابرات المصرية في اخفاء الاسماء فبدأت في البحث عن اهم واكبر الشركات السياحية في اسرائيل في تلك الفترة ويكون وقع اسمها قريبا من وقع اسم ماجي تورز
ايمتري فريد .. هذا الشخص كان شريكا لمدة اربع سنوات في شركة سياحية كبرى اسمها : سي تورز
قامت الصحيفة بعرض الصورة التي نشرتها المخابرات المصرية لرفعت الجمال على هذا الرجل الذي صاح فورا : نعم اعرفه انه شريكي لمدة اربع سنوات .. انه جاك بيتون !
اخيرا .. جيروزاليم بوست الإسرائيلية تكشف السر
وفور ان فجرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" حقيقة الجاسوس المصرى وانه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين كما ادعى مدير الموساد حصلت الصحيفة ايضا على بيانات رسمية من السجلات الاسرائيلية مفادها ان "جاك بيتون" يهودى مصرى من مواليد المنصورة عام 1919 وصل الى اسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الاخيرة عام 1973 .
واضافت الصحيفة بعد التحرى ان "جاك بيتون" او "رفعت الجمال" رجل الاعمال الاسرائيلى استطاع ان ينشئ علاقات صداقه مع عديد من القيادات فى اسرائيل منها العجوز " بن جوريون " مؤسس دولة اسرائيل و "جولدا مائير" رئيسة الوزراء ، و"موشى ديان" وزير الدفاع .
كانت القصة التي نشرتها صحيفة الجيروزاليم بوست لها وقع الصدمة وكانت بمثابة الزلزال الذي هز المجتمع الاسرائيلي وثقته في أجهزته الأمنية , وزادت من شعوره بالاختراق .
اما عن سمعة جهاز الموساد عالميا , فقد وضح للعالم انه ليس جهازا خارقا بل كان جهازا مخترقا يتلاعب به جهاز مخابرات دولة نامية كان يخطوا اولى خطواته !!
وخلصت صحيفة جيروزاليم بوست الى حقيقة ليس بها ادنى شك وهي :
"جاك بيتون" ما هو الا رجل مصرى مسلم دفعت به المخابرات المصرية الى اسرائيل واسمه الحقيقى "رفعت على سليمان الجمال" من ابناء مدينة دمياط بمصر.
وفور هذة المعلومات الدقيقة التقطت الصحف العالمية اطراف الخيط فقالت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الواسعة الانتشار : ان "الجمال" عبقرية مصرية استطاع ان يحقق اهداف بلاده
يقول اللواء عبد العزيز الطودي : المجتمع الاسرائيلي يسهل اختراقه من الداخل بإمكانات الإنسان العربي وبمنتهى البساطة , فقط إذا توفرت الإرادة الوطنية