الكونتيسة الدموية إليزابيث باثوري ..بقلم :محمد عبد المغيث
قاتلة متوحشة لَقيتْ حتفها في الحادي والعشرين من أغسطس عام ١٦١٤.
وُصِفت بأنَّها أشْرَسُ سفَّاحة في التاريخ المُسجَّل. يستحيل حاليًّا معرفة الحد الفاصل بين الحقائق والخيال في قصتها المُروِّعة، لكن شهرتها بأنها مصَّاصة دماء أسطورية لا يتفوَّق عليها فيها إلا الكونت دراكولا. وُلِدت في عام ١٥٦٠، وقد حظِيَتْ بجمال المظهر، والثروة، والتعليم الممتاز، والمكانة الاجتماعية الرفيعة؛ بوصفها أحد أفراد أسرة باثوري، التي حكمت ترانسيلفانيا كإمارة مستقلة فعليًّا داخل مملكة المجر.
كونتيسة الدم: إليزابيث باثوري. رسم مجهول، صاحبه يعود إلى القرن السابع عشر.
وُصِفت بأنَّها أشْرَسُ سفَّاحة في التاريخ المُسجَّل. يستحيل حاليًّا معرفة الحد الفاصل بين الحقائق والخيال في قصتها المُروِّعة، لكن شهرتها بأنها مصَّاصة دماء أسطورية لا يتفوَّق عليها فيها إلا الكونت دراكولا. وُلِدت في عام ١٥٦٠، وقد حظِيَتْ بجمال المظهر، والثروة، والتعليم الممتاز، والمكانة الاجتماعية الرفيعة؛ بوصفها أحد أفراد أسرة باثوري، التي حكمت ترانسيلفانيا كإمارة مستقلة فعليًّا داخل مملكة المجر.
كونتيسة الدم: إليزابيث باثوري. رسم مجهول، صاحبه يعود إلى القرن السابع عشر.
عندما كانت إليزابيث في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمرها خُطِبت إلى فيرنتس نادوشدي المنتمي
إلى عائلة أرستقراطية مجرية أخرى، لكن بعد عام أو عامين أنجبت طفلًا من عشيق من طبقة أدنى.
قيل إن نادوشدي أمر بإخصاء هذا العشيق ثم إلقائه للكلاب لتُمزِّقه إربًا.
أما الطفل، الذي كان فتاةً، فقد أُخفِي سرًّا عن الأنظار، وتزوَّجت إليزابيث من نادوشدي في عام ١٥٧٥ عندما كانت
في الرابعة عشرة من عمرها.
ونظرًا لأن مكانة إليزابيث الاجتماعية كانت أعلى من زوجها؛ فقد احتفظت باسم العائلة باثوري، الذي أضافه هو
إلى اسمه. عاش الزوجان الشابان في قلاع نادوشدي في المجر في مدينة شارفار وقرية تشيته (تقع حاليًّا في
سلوفاكيا)، لكن فيرنتس كان جنديًّا طموحًا، وكان غائبًا طوال الوقت.
أدارت إليزابيث الممتلكات، وكان لها عُشَّاق كُثُر، ووَلدت لزوجها أربعة أطفال. كان عمرها ٤٣ عامًا عندما توفي
في عام ١٦٠٤.
بدأت الشائعات تنتشر عن أنشطتها السادية. قيل إنها تستمتع بتعذيب الفتيات الصغيرات وقتلهن.
في البداية كان الأمر يقتصر على الخادمات العاملات في قلاعها، وبنات الفلاحين المحليين، لكن فيما بعدُ طالَ
الفتياتِ اللاتي كانت الأسر الكريمة المَحْتِد المحلية ترسلهن إليها لتعلُّم السلوكيات الاجتماعية الحميدة.
لقد اعتقدت أن شرب دماء الشابات سيحافظ على شبابها وجمال مظهرها. قال الشهود عنها إنها كانت تطعن
ضحاياها،أو تَعضُّ أثداءهن وأيديهن ووجوههن وأذرعهن، أو تُقطِّعهنَّ بالمِقَص، أو تغرز إبَرًا في
شفاههن، أو تحرق أجسامهن بالحديد أو العُملات أو المفاتيح المُلتهبة.
أحيانًا كانت تضرب بعض ضحاياها حتى الموت، وكانت تجعل بعضهن يَمُتْنَ جوعًا.
يبدو أن قصة استحمام إليزابيث في دمائهن قد أُضيفت فيما بعدُ.
توجَّه أحد القساوسة اللوثريين إلى السلطات المجرية التي بدأت - أخيرًا - التحقيق في الأمر في عام ١٦١٠.
في شهر ديسمبر من العام نفسه، أُلقي القبض على إليزابيث وعلى أربعة من خدمها وأصدقائها المقرَّبين، الذين
اتُّهموا بأنهم شركاؤها. حوكموا جميعًا وثَبتتْ إدانتهم.
أُعدم ثلاثة منهم، وحُكم على الرابعة بالسجن مدى الحياة.
أما إليزابيث فلم تُحاكم بسبب مكانة أسرتها الاجتماعية، لكنها حُبست في قلعة تشيته، حيث ظلَّت في حبس
انفرادي في غرفة سُدَّت نوافذها بجدران.
كان عمرها ٥٤ عامًا عندما تُوفيت في تلك الغرفة في عام ١٦١٤.
ترجمة - زينب عاطف " مؤسسة هنداوي" ...
المصدر: مجلة هيستوري توداي، المجلد ٦٤، العدد ٨ أغسطس ٢٠١٤