ماذا تعرف عن حدائق البشر Human Gardens ؟
حدائق البشر أو قرى العبيد هي أماكن كحدائق الحيوانات ولكن نزلائها من البشر!!
أطفال ونساء ورجال جُلبوا من أفريقيا وأماكن أخرى جبراً لعرضهم كحيوانات أمام أناس فقدوا أبسط معاني الإنسانية!!
انتشرت هذه الحدائق في القرنين التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث بدأ الأمر في المكسيك عندما عُرض بعض البشر المصابين بإعاقات جسدية أو غريبة كالأحدب والأمهق (شديد البياض) والأقزام إلى جانب حيوانات الحدائق، وفي بدايات عصر النهضة امتلك كاردينال الفاتيكان هيبوليتوس ميديشي مجموعة من البشر من التتار والمور والأفارقة والأتراك والبرابرة ليضمها إلى الحيوانات النادرة في حديقته الخاصة.
وانتشرت الحدائق في العديد من المدن الكبرى في العالم كلندن وبرشلونة ونيويورك ووارسو وباريس وهامبرغ وغيرها الكثير كما احتوت هذه المعارض على العديد من الأصول البشرية منها الأفارقة والأسكيمو والتتار والسورينام والهنود الأمريكان والفلبينيين والأتراك.
كانت هذه الحدائق من أكثر الأماكن جذباً ودرّاً للأرباح، فعند إقامة معرض أو فتح حديقة جديدة كان يأتي أكثر من 400,000 زائر، وفي عام 18311 بلغ عدد زوار الحديقة الموجودة في باريس وحدها 34 مليون زائر خلال ستة أشهر فقط !!
اختفت كافة هذه الحدائق مع مرور الوقت، حيث سُنّت القوانين التي تُحرّم العبودية والأسر بل وقدّموا لأصحاب الأقليات العرقية والسكّان الأصليين الامتيازات المختلفة والحماية وساعدتهم على حفظ تراثهم وعاداتهم وشجعتهم على البقاء في أماكن سكنهم الأصلية …