قصة انقاذ طفلة معهد الأورام "شيلت البنت وقلت لأمها امسكي فيا وامشي ورايا"
وكالات - صدى البلد :
كان محمد الجوهري (34 عامًا) عائدًا لتوه من عمله بإحدى شركات التغذية، إلى منزل والدته بحي المنيل، قبيل منتصف ليلة الأحد، إذ سمع صوت انفجار مدوي قبالة معهد الأورام، انطلق الشاب الثلاثيني مسرعًا نحو مصدر الصوت، فشاهد أشلاء وجثث متفحمة، هاله الموقف، وأحاط به الفزع " بقيت واقف أسأل نفسي إيه اللي هعمله!" .
صدى البلد التقى الشاب محمد الجوهري صاحب أشهر صورة إنقاذ مرضى معهد الأورام، وتحدث معه عن قرب عن كواليس الصورة وما حدث في التفجير المميت.
حين طغى صوت الانفجار فوق كل شيء، ساد الصمت والوجوم في حي المنيل الشعبي الذي لا يعرف الهدوء، وانطلق الناس مسرعين نحو معهد الأورام، كان الجوهري من بين هؤلاء، انضم مع الجموع، وبادر بإنقاذ من يمكن إنقاذه "كان انفجارا رهيبا، صوت يرج أي شخص، وشفت السما نورت أحمر، جريت على المكان، وجدت أشلاءً، ومناظر صعبة لسه بتطاردني لحد دلوقت".
كان الجوهري ضمن كتيبة الإنقاذ الشعبية لضحايا معهد الأورام، قبيل وصول الإسعاف بدقائق، يتذكر الشاب الثلاثيني مشاهد الإنقاذ "أنا شيلت شاب مكنتش عارف ملامح وشه من الحريق، وغيره كثير"، لم يحصْ الجوهري أعداد من حاول إنقاذهم، وإبعادهم عن مرمى النيران " أنا مكنتش بحسب شيلت كام واحد من شدة الموقف".
بعد محاولات عديدة قام بها الجوهري لإنقاذ الضحايا خارج المبنى، مد بصره إلى داخل معهد الأورام المتصدع، دار في خاطره المرضى، هرول مسرعًا وانطلق إلى الطابق الثاني، فوجد الأسرّة منقبلة رأسًا على عقب، المرضى يفترشون الأرض، تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت، بعضهم يحاول الفرار لكن قوته منهكة " شوفت مرضى، مش قادرين يتحركوا من المرض والخوف".
اتجه الجوهري ناحية أم وطفلتها، مد يد المساعدة والعون، في البداية ترددت الأم، خشيت على ابنتها، لكن الشاب الثلاثني مد حبال المساعدة مرة أخرى "البنت كانت جنب السرير مش بتتحرك، قلت لأمها أمسكي في، وامشي ورايا، وأنا شيلت البنت، لغاية ما نزلنا ووصلتها للإسعاف".
كانت أرضية معهد الأورام من الداخل مغطاة بالزجاج المحطم والمتناثر على مساحات واسعة، أعاق ذلك حركة المرضى والمنقذين " المريض مكنش عارف يمشي على الأرض، وأنا كأني ماشي على شوك".
نقلا عن صدى البلد