مشاهد أدبية مؤثرة , لا تنسى .. بقلم فهد أشرف
هناك مشاهد مؤثرة .... نقابلها دائماً اثناء القراءة .... و هى تتردد في اذهاننا جميعاً إلى الأبد...
عن نفسي يحضرني اربع مشاهد استثنائية .... يترددون في ذهني دائماً .. و لا يمكن ان انساهم ابداً ...
المشهد الأول : الأبطال لا ينهزمون
هو إقتباس للحاج خالد في رواية "زمن الخيول البيضاء" لــ "إبراهيم نصر الله" وهو محاط بجنود الإحتلال و الموت متربص به ..
حيث قال جملته الشهيرة " أنا لا أقاتل كى أنتصر ، بل كى لا يضيع حقي " ..
هكذا اثبت الشهيد (بطل الرواية) أن الأبطال لا ينهزمون أبداً .... حتى لو لم يسترجعوا حقوقهم.
المشهد الثاني : شربة لبن
هو سؤال السائق في رواية "رجال في الشمس" لــ "غسان كنفاني"
"لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟ لماذا؟ !! " ... هذا السؤال كان قمة في الإبداع الأدبي .. و هو يجسد مأساه الإنسان الفلسطيني في هذه الحقبة بالذات ,و كأن الحياه شربة لبن !
المشهد الثالث : متلازمة استكهولهم
هو مشهد "وينستون" في رائعة جورج أورويل "1984" ..
ففي النهاية يُهزم البطل "وينستون" , و هو الشخص الواعي المتميز, الذي حاول التمرد عبثاً على واقع الأمر , و يقتنع اخيراً بوعي أو دون وعي بأفكار الحزب الحاكم , و بأن الأخ الكبير هو الصدر الحنون , و يهتف في نهاية الأمر باسمه ..
و هنا يموت بداخله الحب .. بل تموت بداخله كل نزعة إنسانية فردية تدل على الإستقلال .
وهو أمر صادم وواقعي في نفس الوقت .... بعد ما لاقاه البطل من مآس و عذاب
و الامر متعلق مباشرة بمتلازمة استوكهولم.
المشهد الرابع
المشهد الرابع و الاخير .... هو مشهد جد مميز بالنسبة لي .... و هو كلام "علي شريعتي" في كتابه " النباهة و الإستحمار" ..
يقول شريعتي " إذا لم تكن حاضر الذهن في الموقف فكن أينما أردت ، المهم أنك لم تحضر الموقف ، فكن أينما شئت ، واقفاً للصلاة أم جالساً على مائدة الخمر ، كلاهما واحد." ..
خصوصاً عند متابعة الأحداث السياسية , و محاولات الإلهاء المُتعمدة الحالية .... عن الواقع السياسي المعاش .
---