الضغط الأمريكي لن يؤثر في التعاون بين مصر وروسيا
وأضاف أن "تغير ميزان القوى في الوقت الراهن
أعطى الفرصة لمصر أن تحقق ما أرادته، وكسبت معركة تنويع خياراتها الاستراتيجية رغم الرفض الأمريكي والأوروبي الشديد".
وقال أبو النور في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، إن "مصر تواجه تحديات كبيرة خلافا لتوازن القوى مع إسرائيل، منها مواجهة الإرهاب والأخطار التي تهدد نهر النيل، ونجحت مصر في ذلك بالحصول على أسلحة من مصادر مختلفة وعقد صفقات ومنها مع روسيا". مشيرا إلى أن "التوجهات المصرية تؤكد سيرها في طريق تحرير قرارها الاستراتيجي دون ضجيج إعلامي".
ولفت إلى أن "العلاقات المصرية الروسية بدأت تعود بقوة بعد دعم موسكو للقاهرة في التحولات السياسية التي مرت بها، في الوقت الذي وقفت فيه أمريكا والغرب ضد الإرادة الشعبية في عام 2013".
وتابع أبو النور:
"التعاون بين البلدين في هذه الآونة في جميع المجالات بما فيها المجال العسكري، يمثل استئناف تاريخ طويل من التعاون العسكري، بدأ بما يعرف بـ"صفقة الأسلحة التشيكية" وهي أسلحة روسية أرسلت عن طريق تشيكوسلوفاكيا، بعد قيام ثورة يوليو/ تموز 1952 بعامين، والتي تم بها تسليح الجيش المصري للدفاع عن بلاده بعد رفض الولايات المتحدة والغرب تسليح الجيش في أعقاب الثورة حيث كانت مصر تواجه اعتداءات إسرائيلية في سيناء وقطاع غزة".
وأضاف أبو النور، "كانت صفقة الأسلحة التشيكية بداية لتاريخ طويل من الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الروسي لمصر في مواجهتها للاستعمار العالمي وتحقيق تنمية اقتصادية وبناء تحالف قوي في مواجهة الأحلاف التي كانت موجود في هذا الوقت".
واستطرد: "بعد رحيل عبد الناصر ووصول السادات للحكم، كان السادات يرى أن تحرير الأرض وحل مشاكل الشرق الأوسط لا يوجد إلا بيد الولايات المتحدة الأمريكية، ما دعاه إلى افتعال مشكلة مع الاتحاد السوفييتي عام 1972، انتهت بالاستغناء عن الخبراء السوفييت بزعم أننا لم نحصل على الأسلحة".
وأوضح أبو النور:
"بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول وتوقيع ما يسمى بـ"اتفاقية السلام" بين مصر وإسرائيل والتي ترتب عليها حصر علاقاتنا العسكرية مع الغرب وقطعنا العلاقة مع الاتحاد السوفييتي السابق، حيث كنا نخضع إلى سقف معين من القوة العسكرية مرتبط بموقف استراتيجي ثابت للولايات المتحدة الأمريكية بضمان التفوق العسكري لإسرائيل على الدول العربية مجتمعة، فكانت إسرائيل تحصل على الأسلحة المتقدمة ومصر على الأسلحة الأقل كفاءة بكثير".
وأشار الخبير المصري إلى أن "العلاقات العسكرية بين مصر وروسيا استؤنفت بعد 30 يونيو/ حزيران 2013، حيث كشفت تلك المرحلة حاجة مصر الماسة لتنويع الخيارات الاستراتيجية لصنع القرار المصري، ويجب ألا ترتهن مصر للولايات المتحدة أو غيرها فيما يختص بالسلاح أو خياراتنا الاستراتيجية سواء كانت العسكرية أو السياسية والاقتصادية".
ونوه أبو النور، إلى أن "الولايات المتحدة والغرب هما اللذان وضعا مصر أمام ضرورة تنويع خياراتها الاستراتيجية ومصادر القوة لديها، وكانت العلاقات مع روسيا بعد هذا التاريخ محل انتقاد شديد من جانب الغرب وترافقت علاقتنا مع موسكو بعد 2013 مع توترات كبيرة في شرق أوروبا ومحاولة حصار روسيا".
المصدر : سبوتنيك أرابيك